Zakat Fund in Lebanon Website is now loading....جاري تحميل موقع صندوق الزكاة في لبنان
AR EN FR

+961 1 770770

كلمة الشيخ د. مروان قباني في افتتاح دورة الجوانب الادارية والمالية والتسويقية لمؤسسات الزكاة
الإثنين ٠٦ كانون الأول ٢٠٠٤

الحمد لله الذي سن لنا شريعة تحقق الخير والرحمة للإنسانية جمعاء، وجعل أداء الزكاة من دلائل الإيمان فقال تعالى في تعداد صفات المؤمنين (والذين هم للزكاة فاعلون).
والصلاة والسلام عل نبينا محمد بن عبد الله الذي اعتبر الزكاة قنطرة الإسلام ومتممة لدين المسلم، فقال: إن من تمام إسلامكم أن تؤدوا زكاة أموالكم، وسن إنشاء مؤسسة متخصصة للزكاة تنفيذاً لقوله تعالى: (خذ من أموالهم صدقة... ) وعلى آله الأطهار وصحبه الأبرار الذين ساروا على سنته في تنظيم أمور الزكاة فأنشأوا المجتمع المتراحم المتكافل.
وبعد، فإن من نافلة القول الكلام عن فريضة الزكاة وحكمها وأهميتها بالنسبة للفرد والمجتمع، فتلك المعاني هي مما يعلم من الدين بالضرورة، والتي ينبغي أن لا تغيب عن أي مسلم يحرص على طاعة ربه والتزام منهجه في الحياة.
وبرغم بداهة هذه القضية فقد احتاجت المجتمعات الإسلامية خلال العقدين المنصرمين إلى تذكير مستمر بها، ووعي عميق بمعانيها في محاولة إحياء فريضة الزكاة التي أتى عليها حين من الدهر تحولت فيه من أحكام تعمل على ترقية المجتمع وتنميته، لتتخذ شكلاً لا يتجاوز فيه وضع بعض الدريهمات في يد فقير متسول، وهو ما شوه صورتها وأفقدها بريقها وضيَّع أهميتها.
إن ما قامت به مؤسسات الزكاة في هذا الزمن الأخير من إعادة تركيب الصورة الصحيحة للزكاة يعتبر إنجازاً عظيماً في مجال تجديد الوعي بفريضة الزكاة وتطبيقاتها المعاصرة بغية الوصول بأدائها إلى الوجه الأفضل بما يحقق أهميتها الاجتماعية والاقتصادية في مختلف المجالات.
إلا أن الإنجاز الأبرز في هذا النطاق تمثل في إعادة إحياء الصورة المؤسسية لتطبيق الزكاة وهو الأصل فيها، لينتقل أداؤها من الوعي الخاص بالدخول في مجال الوعي العام والرؤية الشاملة لمشاكل المجتمع وإيجاد الحلول لها.
إن ظهور مؤسسات الزكاة في عدة بلدان من العالم العربي والإسلامي بشكل متواز مع بعضه دون اتفاق مسبق دليل واضح على رؤية المسلمين الموحدة لقضايا الدين وأصول تطبيقه، ورغبة في أن يكون التطبيق على المستوى الذي يحقق الدور الصحيح للزكاة في رفد المجتمعات بأسس التراحم والتنمية.
إن التطبيق المؤسسي للزكاة في عصرنا الحالي يواجه كثيراً من التحديات والعوائق، وهو أمر ليس بمستهجن– لذلك تبقى الحاجة مستمرة في هذه المؤسسات إلى المراجعة الدائمة لمناهجها ونشاطاتها في محاولة تحسين أدائها ورفع مستوى كفاءتها وتطوير تنظيماتها الإدارية والمالية، وفي مجال الدراسات والإحصاءات الاجتماعية والعلاقات العامة وتسويق مشاريعها للارتقاء بمستواها إلى ما يكافئ دورها، مع ضرورة تبادل هذه المؤسسات لخبراتها المتكونة والرقي بكفاءة القائمين عليها لدفعها نحو التقدم بشكل مستمر.
من هنا فقد تشعبت مسؤولية مؤسسات الزكاة نحو عدة قضايا منها ما يخص مشكلات التطبيق المعاصر، وما يتناول الاختيار الفقهي الأنسب للتطبيق، وما يتعلق بنشر الوعي العام بأحكام الزكاة وما يخص أوضاعها الداخلية من التطوير والتحسين في المناهج والكفاءات.
لذلك لم تخل توصيات أي مؤتمر للزكاة أو ندوة عنها أو دورة تدريبية من الإشارة إلى أهمية تحسين الأداء والإدارة ثم جاء المؤتمر العالمي السادس للزكاة الذي انعقد في الدوحة في نهاية عام 2003م ليدرج في توصياته النص على: دعوة البنك الإسلامي للتنمية لتنفيذ برامج لتأهيل وتدريب الموظفين في إدارات الزكاة من خلال تنظيم دورات تدريبية متخصصة، وتبادل زيارات العاملين للاستفادة من التجارب الرائدة في هيئات الزكاة في الدول الإسلامية.
ولم يكن من المستغرب أن يطلب من البنك الإسلامي للتنمية هذا الأمر، وهو هيئة مشهورة لم تتوان عن القيام بالحركة الإيجابية الفاعلة في جميع القضايا التي لها علاقة باقتصاديات الدول الإسلامية وتطوير أوضاعها.
وجاءت إحدى إيجابيات هذه الدعوة بوضع المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب التابع للبنك الإسلامي للتنمية، مذكرة تفاهم مع صندوق الزكاة في لبنان التابع لدار الفتوى تعاون مشترك في مجالات البحوث والتدريب وعقد الندوات وتبادل الخبرات بهدف تطوير عمل مؤسسات الزكاة تقديراً منه لدور الصندوق في هذا المجال.
وتأتي الدورة التدريبية اليوم حول المسائل التي رغبنا بإثارتها وإثراء النقاش حولها عن الجوانب الإدارية والمالية والتسويقية لمؤسسات الزكاة، تأتي كخطوة تنفيذية لتوصيات المؤتمر العالمي السادس للزكاة مساهمة في الارتقاء بمستوى التطبيق اللازم لفريضة أساسية من فرائض الله تعالى.
ولا يسعني في هذه المناسبة إلا أن أتقدم بالشكر إلى سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ د. محمد رشيد راغب قباني على رعايته الكريمة لهذه الدورة وهو الذي لا يني بمد صندوق الزكاة بكافة وسائل الدعم والتوجيه.
كما لا بد من تقديم جزيل التقدير إلى المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب بشخص رئيسه بالنيابة الأستاذ بشير الخلاط على ما لمسناه منه من رغبة في التعاون الهادف والمفيد.
كما لا أنسى أن أرحب بالسادة الحاضرين في هذه الدورة من خارج لبنان ومن داخله الذين سيثرون مواضيع الدورة بخبراتهم في المواد التعليمية المقدمة، مرحباً أيضاً بالسادة المشاركين مندوبي مؤسسات الزكاة في العالم العربي الذين نرى في وجودهم بيننا تعبيراً عن تلك الرغبة بالارتقاء بأداء مؤسساتهم إلى المستوى المكافئ لفريضة الزكاة.
أيها السادة الحضور أشكر لكم حضوركم وتلبيتكم دعوتنا لهذا الحفل الافتتاحي، معاهدين الله تعالى على تقديم كل ممكن لإبراز الوجه الحضاري لشريعته السمحاء.

Zakat Fund In Lebanon 2014 © Powered By