Zakat Fund in Lebanon Website is now loading....جاري تحميل موقع صندوق الزكاة في لبنان
AR EN FR

+961 1 770770

أأنتم أعلم أم الله
الإثنين ٢٤ كانون الثاني ٢٠٠٥

الكلمة التي ألقاها سماحة الشيخ د. محمد رشيد قباني مفتي الجمهورية اللبنانية في افتتاح الدورة التدريبية لمؤسسات الزكاة
إن الزكاة فريضة إسلامية، فريضة من الله عزّ وجلّ الذي خلق فسوّى، والذي قدّر فهدى، الذي خلق هذا العالم ووضع نُظُمَه ونواميسَهُ الكونية، وخلق الإنسان فأحسن خلقه، وصوّرهُ فأحسن صورته وزَوَّدَهُ بالإمكانات والطاقات والقدرات التي تمكّنه أن يَعْمُرَ هذه الحياة الدنيا على هذه الأرض على هدي الله سبحانه وتعالى وهدي رسوله محمد ؟ وهو عزّ وجلّ، كما هو أعلم بالكون وبنظامه وبقوانينه وهو أيضاً أعلم بالإنسان وبما يصلحه، ولذلك لفت الله سبحانه وتعالى عقولنا في القرآن الكريم بقوله تعالى:
هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى [النجم : 32]
هو أعلم بما يصلحكم وبما يَشْرَع لكم من أحكام ونظم كما قال الله تعالى في القرآن الكريم:
إِنَّ هَـذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ [الإسراء : 9]
فأنزل الله سبحانه جميع التشريعات والأحكام التي تصلح الإنسان في حياته في الدنيا والآخرة، أنزلها في هذا القرآن الذي يهدي الناس للتي هي أقوم، ولو طبّقَت شريعة الزكاة وفريضة الزكاة كما شاء الله عزّ وجلّ وأراد وكما فرض لوسعت الفقراء جميعاً ولما عاد هناك فقير. يقول سيدنا محمد ؟ في هذه النقطة بالذات التي تدلنا على أنه لو أحسن المسلمون جباية فريضة الزكاة من مصادرها ولو أدى كل مسلم زكاة ماله قلّت أم كثرت بحسب الأنصبة الشرعية لو أداها بأمانة وصرفت في مصارفها الشرعية كما أراد الله ووضع لنا نظمها وأحكامه لوسعت جميع الفقراء ولحلّت مشكلة الفقراء في هذه الحياة الدنيا. أأنتم أعلم أم الله؟:
هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ[النجم : 32]
قال رسول الله ؟: (إن الله افترض في أموال أغنياء المسلمين بالقدر الذي يسع فقراءهم وما جاع الفقراء أو عَروا إلا بما يصنع أغنياؤهم ألا وأن الله محاسبهم حساباً شديداً ومعذبهم عذاباً أليماً). والإنسان هو مخلوق لله وهو عبد الله سبحانه وتعالى خلقه وأكرمه وكرّمه ورزقه وأنعم عليه وأعطاه ثم دلّه على طريقة تطهير وتزكية نفسه فهذه الزكاة التي قال الله تعالى في شأنها مخاطباً النبي محمداً ؟:
خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا[التوبة : 103]
وهذا الخطاب هو إلى كل ولي أمر من بعده أي إلى كل مسؤول، والله عزّ وجلّ سائل قادتنا العرب والمسلمين... كلهم بلا استثناء في هذه الدنيا قبل الآخرة عن إقامة هذه الفريضة الشرعية، أأنتم أعلم أم الله؟ إننا نقول لقادتنا جميعاً: أأنتم أعلم أم الله؟
ليس وهماً إطلاقاً أن نقول إن ما نعيشه اليوم من عقوبات شديدة، هي من جراء انصرافنا عن شريعة الله عزّ وجلّ التي أنزلها الله تعالى لنقيمها وليس لندعها في الكتب وفي الصحف وفي المكتبات، وعندما نخرج من هذه الدنيا نحن لا نُسأل عن طاعتنا لفلان أو إعراضنا عن فلان أو تزكيتنا فلاناً أو المشي وراء فلان أو تحت لواء فلان، وإنما يسألنا الله عزّ وجلّ عما أمرَ وقد قال سيدنا رسول الله ؟: (لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق) فيلفهم وليدرك كل مسلم هذا المعنى، والله عزّ وجلّ أمرنا أن نتصرف بحكمة ولكن في عقولنا وقلوبنا وأفكارنا ونفوسنا وتصرفاتنا يجب أن نراعي ما أوجبه الله، ألم يُعَلِّمنا الله عزّ وجلّ في القرآن الكريم بقوله عزّ وجلّ:
فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ[محمد : 19]
إنه على كل ذاكر «لا إله إلا الله» أن يحذف كل علائق الدنيا من قلبه وأن يقتصر على الإيمان بالله عزّ وجلّ وعلى أوامر الله وعلى محبة الله في هذا القلب لتكون أعماله وليكون سلوكه بمقتضى نهج الله سبحانه وتعالى، ويجب علينا جميعاً أن نتواصى بفريضة الزكاة، ليل نهار ودائماً وأبداً ، وذلك بحثّ بعضنا وجيراننا وناسنا في هذا المجتمع، وأن يبلّغ الشاهد منّا الغائب بأن الله سبحانه وتعالى سائل كل صاحب مال عما إذا كان قد أدى زكاة هذه الأموال أم لم يؤدها والله أمر الحاكــم ولــي الأمــر فقـال:
خُذْ
تؤخذ الضرائب اليوم الكثيرة ومع ذلك تجد البلاد (بلاد العرب والمسلمين) تعج بالفقراء تعج بالمتسولين. والنبي ؟ يقول: (إن الله افترض في أموال أغنياء المسلمين بالقدر الذي يسع فقراءهم) إذاً علينا أن نتواصى جميعاً لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً، وقد قال سيدنا رسول الله ؟ حثّاً على أداء الزكاة: (من أعطاها مؤتجراً ــ أي طائعاً مختاراً ــ فله أجرها) أي الأجر الذي كتبه الله لمن أطاع أمره ــ ومن منعها فإنا آخذوها وشطر ماله ــ يعني قسم كبير من ماله ــ عزمة من عزمات ربنا لا يحل لآل محمد منها شيء).
(فإنا آخذوها وشطر ماله) لم يطبقها رسول الله ولم يأخذ شطر مال أحد وإنما هذا من أجل تذكير الناس بهذه الفريضة وان يقوموا بهذا الواجب لأن عقوبته شديدة عند الله عزّ وجلّ وأهون هذه العقوبة أن يؤخذ شطر ماله.
والله ولي التوفيق

Zakat Fund In Lebanon 2014 © Powered By