يملك الوالد شقة في لبنان، وهو مؤجرها منذ خمس سنوات تقريبًا، وإيجارها يقتات منه للعيش، فهل عليه زكاة على الشقة؟ مع العلم بأن الوالد الآن لا يعمل بشكل منتظم، وإذا عمل فهو يعمل لعدة أيام فقط في الشهر، مع العلم بأنه عند نهاية كل رمضان يصرف زكاة على النقود التي عنده، فإذا كان لديه كمثال خمسة آلاف ريال، فإنه يخرج منها نسبة اثنين ونصف بالمائة كزكاة للمحتاجين. 2 - لدي شقة في لبنان واشتريتها بالتقسيط، وانتهيت بفضل الله من دفع ثمنها هذه السنة، وأنا الآن ليس لدي نية لتأجيرها أو استثمارها، إلا إذا جاءني من أرضى دينه وخلقه ودفع مبلغًا جيدًا لاستئجارها، فهل على زكاة عليها الآن.

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
أخانا الكريم، نقول لك إن الشقق ثلاثة أنواع:
1- شقة للسكن، وهذه لا زكاة فيها مهما كان ثمنها.
2- شقة للاستثمار أي للبيع مع جني ربح في ثمنها، وهنا تعد سلعة وزكاتها 5, 2% من قيمتها كل عام.
3- شقة للإيجار، وهذه يزكى إيجارها في نهاية كل حول إن بلغ النصاب (85 جرامًا من الذهب) بنسبة 5, 2%.
وعن إيجار الشقة فإننا نوضح إنه مثله مثل الكسب من حيث أن المرء ينفق من كسبه على حاجاته الأساسية (كالمأكل والمسكن والملبس ونحوه)، وكذلك يدفع ما يمكن أن يكون عليه من ضرائب أو أقساط أو ديون، أو أي التزامات أخرى قد تكون عليه شخصية أو اجتماعية كنفقات الدراسة لأبنائه أو إعالته لوالديه (إن كان عائلهم)، وبعد ذلك إن بقي معه مال ادخره وبلغ هذا المال نصابًا ( قيمة 85 جرامًا من الذهب) ومضى عليه الحول، وجبت تزكية هذا المال بنسبة 5, 2% منه، وذلك حق الفقراء والمساكين وغيرهم من مستحقي الزكاة في مال المسلم الذي رزقه الله إياه، وكذلك لتتم البركة في مال المسلم، وقد قال الله تعالى في الآية 130 من سورة التوبة: "خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا".
وعليه أخانا نوضح أنه في حالتك لا زكاة تجب عليك إلا عند البدء في تأجير شقتك، حيث إن الزكاة هنا على الإيجار كما ذكرنا، لكننا نحب أن نشير أنه إذا كنت لا تسكن بها وجاءك من ترضى دينه وخلقه ولم تؤجره إياها، ففي هذه الحالة تعد معطلاً نموها والزكاة تجب في المال النامي أو القابل للنمو، وفي هذه الحالة فإنك أخي عليك أن تقدر قيمة تقريبية لإيجارها وتجمعه في نهاية الحول وتزكيه إن بلغ نصابًا بنسبة 5, 2%.
والله أعلم.

إسم المجيب أو المصدر: موقع إسلام أون لاين