«المقر الجديد» لصندوق الزكاة في لبنان صرح من صروح الخير التي ترعاها دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية بإشراف وتوجيه سماحة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ د. محمد رشيد راغب قباني حفظه الله.
وربما يسأل سائل لماذا هذا المقر؟ وهل الحجر أهم من البشر؟ وهل بناء المؤسسات يكون على حساب الفقراء والمحتاجين؟
والحق ان إيجاد مقر جديد لصندوق الزكاة كان ضرورة من ضرورات الارتقاء بمؤسساتنا الخيرية.. والارتقاء في خدمة هذه الفريضة الربانية التي تحقق التكافل الاجتماعي والتراحم الإنساني والتوازن الطبقي وتمسح دمعة اليتيم والأرملة والمسكين، و تبلسم آهات وأنات الفقراء والمحتاجين. وتأخذ بيد المعوزين والمرضى والعجزة من موقع السؤال إلى موقع الكفاية والأمان الاجتماعي.
ولأن التطور الذي يشهده صندوق الزكاة في لبنان تنظيماً وأداءً وتقديمات وبرامج ومشاريع كان لابد من أن يرافقه تطور بنياني من شأنه تفعيل دور مؤسسة الزكاة وتعزيز العمل الخيري بأسلوب مؤسسي ممنهج، ولاشك أن هذا الأمر مطلب شرعي يتصدر الأولويات التي تفعّل الدور والهدف.
ولا يخفى على أحد بأن مكاتب الصندوق في منطقة رأس بيروت شارع اللبان باتت لا تفي بمتطلبات العمل الخيري بعد تفعيل المشاريع وتوسع النشاطات والأعمال والعطاءات واطلاق البرامج ككفالة الأسر والمسنين. وازدياد عدد المستفيدين منها من أرامل وأيتام وعجزة ومرضى ومعوقين ومحتاجين وأسر متعففة وطلبة علم وذوي الاحتياجات الخاصة.. مما دفعنا إلى ضرورة أن يكون للصندوق مقراً تتوفر فيه المساحات الكافية لخدمة تلك الشرائح والبرامج...
طبعاً ومن دون أدنى شك بأن البشر قبل الحجر... أنشأنا الحجر ليخدم البشر ويعزز من قدراتهم ويستوعب البرامج المخصصة لهم... فقد آن الأوان أن يكون «للزكاة» مؤسسة متكاملة في كيانها وعطاءاتها ونشاطاتها ومشاريعها تخدم تلك الشريحة المحتاجة لها.... فكما أن للصلاة مسجداً تؤدى فيها أصبح للزكاة مقراً تنظم فيه جمعاً وإنفاقاً وعطاءات.
ولا نفشي سراً إن قلنا بأننا لم نصرف قرشاً واحداً على المقر من أموال الزكاة المخصصة لمصارفها الشرعية المحددة في كتاب الله تعالى حصراً...ولم يذهب أي قرش من درب أي محتاج أو فقير.
المقر الجديد لصندوق الزكاة.. صرح عامر بالخير ومَعْلَم من معالم النماء والبركة... مساحته الاجمالية المستثمرة حوالي 5000 متراً مربعاً.حيث يقع على شارعين متعامدين مقابل مبنى دار الفتوى. ويتميز الموقع باطلالته على زاوية ويمكن رؤيته من البولفار.
مع الإشارة إلى أن المقر سيتضمن ثلاثة طوابق سفلية معدة لمرآب للسيارات ومستودعات وبرادات تخزين. وطابق ارضي يحتوي على مدخل رحب للاستقبال وصالون للمزكين والمتبرعين اضافة الى قاعة لاستقبال ذوي الاحتياجات حيث روعي فيها مقاعد خاصة لاستقبالهم ومكاتب إدارية لمساعدتهم. وثمانية طوابق علوية مخصصة كمكاتب إدارية وقاعات احتفالات ومحاضرات مجهزة بأحدث التجهيزات والتقنيات، وقاعات لاجتماعات اللجان، ومصلى وصالات للمشاريع والخدمات مع تخصيص الأيتام بأماكن واسعة يمكننا فيها خدمتهم ورعايتهم.
وروعي ايضا وجود مصاعد للاستقبال ومصاعد اخرى للخدمات وادراج للهروب وجهز المبنى باحدث التقنيات المتطورة من مكننة وأجهزة مراقبة وإنذار للحريق والسرقة.
ويتمتع بهندسة شرقية جميلة ولمسات فنية تجمع بين الأصالة والتجدد... أصالة الماضي وتطور وتجدد الحاضر ويتميز بهندسته الداخلية الغنية والمناسبة والمترابطة مع التصميم الخارجي والتى روعي فيها جميع المتطلبات الوظيفية والحركة الداخلية والمساحات، وسوف يتوشح واجهة المبنى شعار الصندوق قوله تعالى: {والذين هم للزكاة فاعلون}.
كنتم معنا.. ومازلتم.. كنا مع «مستحقي الزكاة» ومازلنا..
يدكم بيدنا من أجل أن تؤتي الزكاة ثمارها المرجوة عبر مؤسستها الأولى «صندوق الزكاة في لبنان».
صرحاً للخير نبنيه.. لخدمة بنيه.. لليوم وللغد.
بقلم المهندس
علي نور الدين عساف