أضحى عمل اللجنة النسائية في صندوق الزكاة كالنار على العلم، وبات لا يخفى على أحد الجهد الكبير الذي تقوم به في سبيل إسعاد المجتمع وتحقيق التكافل والتراحم بين أبنائه.
اللجنة النسائية كعادتها دائماً خلية نحل لا تعرف الكلل ولا الملل فمن صبحية إلى حفل غداء إلى الدعوة لحضور الدروس والمحاضرات إلى لقاءات واجتماعات ونشاطات وإطلاق برامج، كل ذلك بهدف إحياء فريضة الزكاة وترسيخها فكراً وممارسة، والارتقاء بعمل الصندوق ليخدم أكبر شريحة اجتماعية ممكنة.
العمل الدوؤب الذي تباشره اللجنة النسائية نابع من العزيمة الراسخة والهمة العالية التي تتمتع بها والتي تترجم على أرض الواقع خدمات وعطاءات وبرامج ومن أهمها البرنامج الحيوي «تفاعل» الذي يهدف إلى كفالة الطلبة الجامعيين المتفوقين الذين يعانون من ضائقة مالية وحاجة قد تمنعهم من متابعة تحصيلهم العلمي.
وقد وصل عدد الطلبة المستفيدين إلى 55 طالباً جامعياً في مختلف الاختصاصات من طب وهندسة وبرمجة كومبيوتر واتصالات ونحو ذلك.
ولأجل أن تأتي خطواتها متكاملة فقد أقامت اللجنة النسائية حفلاً تكريمياً للطلبة المكفولين تخلله محاضرة لفضيلة الشيخ وسيم المزوق (عضو مجلس الأمناء) ولفضيلة الشيخ أحمد الشريف مسؤول مكتب فتاوى الزكاة في صندوق الزكاة، تناول المحاضران آثار الزكاة وتبيان أهميتها وشرحاً مستفيضاً عن أحكامها وشروطها.
تخلل الحفل كلمة للمدير العام الشيخ زهير كبي شدد فيها على أهمية الزكاة والدور التنموي الذي تحققه في المجتمع، ومتطرقاً إلى الخدمات الجليلة التي يؤديها الصندوق حيث وصل إنفاقه العام في سنة واحدة زهاء أربعة عشر مليار ليرة لبنانية، إستفاد من تقديماته ما يقارب المائة ألف مستفيد.
من جهتها فقد أعلنت السيدة نجوى رمضان أن مشروع كفالة طالب هو أكبر دليل على اهتمام صندوق الزكاة ومن ورائه اللجنة النسائية بالمجتمع وأبنائه والوقوف معهم في شتى الظروف والأحوال... وهو يعتبر من أهم مشاريع الخير التي تنفذها اللجنة النسائية في الصندوق والتي عاهدت الله عز وجل أن تبقى الرئة الفعالة التي تتنفس من خلالها الشرائح الاجتماعية الأشد حاجة.
وقد بلغ إجمالي ما تم صرفه على مشروع كفالة طالب العلم 260,978,925 ل.ل. استفاد منه 55 طالباً وطالبة.
وختمت قائلة هدف مشروع كفالة طالب علم هو مساعدة الطلبة المتفوقين على متابعة تحصيلهم العلمي الجامعي والمهني مما يساعد على الحد من التسرب الجامعي والمهني بسبب الحاجة المالية وبالتالي نضمن أن الطالب سيتابع دراسته دون الحاجة إلى البحث عن عمل وادخار ما يجنيه منه لدفع قسطه الجامعي مما يعني أن تخرجه سيرتبط بقدرته المالية والادخارية وبدل أن ينهي دراسته بثلاث أو أربع سنوات سينهيها بعشر مما يحرم المجتمع اللبناني من شريحة واسعة من المتعلمين والخريجين، وكذلك خوفاً من أن يستطيب العمل ويترك الدراسة.
كما يهدف هذا المشروع إلى تمتين شبكة الحماية الاجتماعية التي تبنى بين المؤسسات الإنسانية والمجتمع الأهلي وتنمية الموارد البشرية وحضانة التفوق والتميز وتشجيع الطلبة على مواصلة التحصيل العلمي.
أما هدفنا الاستراتيجي ورؤيتنا المستقبلية أن يقف هذا الطالب المكفول بعد أن يفتح الله عليه أبواب العمل والرزق إلى جانب غيره من الطلاب غير القادرين مالياً فيبادر إلى كفالتهم وبالتالي فإنه يرد بعض الجميل لمجتمعه، ويؤدي زكاة ماله كما أمر.