أنا كبير البيت وأخرج بعض الصدقات رغبة في الثواب الكبير، فهل عند إخراجي للصدقة يكون ثواب صدقتي لي ولأهل بيتي أم يكون لي وحدي؟ وكيف تكون لنا جميعا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد...
فنعم أخي الكريم، يكون لأهلك الأجر بما يشاركون في تحصيل المال وتخزينه، وإخراجه وإعطائه، وأي مجهود يبذلونه فيه، ولو كان عن طريق دلالتك على الإنفاق والصدقة وتشجيعك عليها، فالدال على الخير كفاعله، وإذا أردت أن يأخذوا مثلك في الأجر فأشركهم في الإخراج فيكون لك الأجر كاملا بكسبك وتحصيلك للمال، ويكون لهم مثلك بسبب إخراج المال وإعطاء الصدقة للمستحقين، وفضل الله واسع.
فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أنفقت المرأة من طعام بيتها غير مفسدة كان لها أجرها بما أنفقت ولزوجها أجره بما كسب وللخازن مثل ذلك لا ينقص بعضهم أ جر بعض شيئا). وفي رواية: ( إذا تصدقت المرأة من طعام زوجها غير مفسدة كان لها أجرها ولزوجها بما كسب وللخازن مثل ذلك) وفي رواية: ( إذا أطعمت المرأة من بيت زوجها غير مفسدة كان لها أجرها وله مثله وللخازن مثل ذلك له بما اكتسب ولها بما أنفقت).
قال ابن حجر في فتح الباري: " لا ينقص بعضهم أجر بعض " والمراد عدم المساهمة والمزاحمة في الأجر، ويحتمل أن يراد مساواة بعضهم بعضا والله أعلم، وفي الحديث: فضل الأمانة، وسخاوة النفس، وطيب النفس في فعل الخير، والإعانة على فعل الخير.(انتهى)
وقد ذكر الإمام البخاري في صحيحه: ( باب من أمر خادمه بالصدقة ولم يناول بنفسه )، وفيه: عن النبي صلى الله عليه وسلم: " هو أحد المتصدقين".
قال ابن حجر: قوله: ( هو أحد المتصدقين ) ضبط في جميع روايات الصحيحين بفتح القاف على التثنية، قال القرطبي: ويجوز الكسر على الجمع أي: هو متصدق من المتصدقين.
والله أعلم.
إسم المجيب أو المصدر: موقع إسلام أون لاين- مجموعة من المفتين