Zakat Fund in Lebanon Website is now loading....جاري تحميل موقع صندوق الزكاة في لبنان
AR EN FR

+961 1 770770

الصدقة الواجبة بين العفة وحسن التصرف
رقم السؤال: 1095
الثلاثاء ٠٣ كانون الثاني ٢٠٠٦

لي صديق والده رجل مسن، ويرسل له مبلغًا كل شهر بالبريد ليعينه على ظروف الحياة، ويقول له: هذا معاش له من الدولة، وهو يعول أسرة مكونة من والدته وأخيه. هل يصارحه بالحقيقة؟ مع العلم أنه يخشى أن يرفض هذا المبلغ، وفي نفس الوقت هو يريد أن يريحه من عناء العمل بعد هذا العمر، فما حكم الدين في ذلك؟

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد...
فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو، صاحب الأفضال والنعيم والعطايا والكرم أن أوجد في هذا العصر مثل هذا الولد البار، ومثل ذلك الوالد الكريم، فإن من برّ هذا الولد بوالده المسنّ أن يقتطع جزءًا من راتبه؛ ليعين به والده، وليريحه من عناء العمل في هذه السن المتقدمة، ونظرًا لأنه يعرف عفة الوالد ومروءته، فإنه حين يقدم هذه المعونة يستخفي خلف التأمينات الاجتماعية، والتي لا يدعي أحد فيها فضلاً على أحد، كل ذلك خشية أن يشعر الوالد بشيء من المنة، حين يعرف أن هذا العون من ابنه، فما أكرم هذه المشاعر التي ترتقي إلى هذا السمو النفسي من الأبناء نحو البر بالوالدين والإحسان إليهما.
كذلك فإني أقدر عفة هذا الوالد الكريم الذي يفضل أن يعيش هو وأسرته من خلال ما يبذله من جهد وعناء لتوفير نفقات الحياة الكريمة، فهو لا يطلب من ابنه أن يساعده، وليس هذا أمرًا منكرًا لو فعله بل ربما لو جاءه العون من غير طلب منه فإن نفسه الأبية المترفعة تأبى أن تقبله، هذه الصورة الفاضلة كادت تختفي من المجتمع تحت وطأة الحياة المادية، وغياب معاني الوفاء والبر، وظهور ألوان من الجحود والتنكر لأبسط معاني الإحسان والرفق بالوالدين، بدليل هذه القضايا التي تملأ أروقة المحاكم، والتي يطلب فيها الآباء والأمهات النفقة من أولادهم لسد ضرورات الحياة، مع أن الكثير من هؤلاء الأولاد يعيشون في بحبوحة من الحياة الرغدة الناعمة المترفهة.
لذلك أقول لهذا الابن البار: ؟إن الشارع الحكيم جعل الأبناء من كسب آبائهم، حتى قال المصطفى - صلى الله عليه وسلم - لابن كان قد اشتكى أباه لأخذه من ماله: (أنت ومالك لأبيك) وليس من العيب أن يقبل الوالد العون من ابنه، بل ومن حقه شرعًا أن يلزمه ذلك قضاء، إذا كان في حاجة إليه، لكن إذا كان هذا الوالد ذا حساسية من هذا العون، وتخشى أن يشعر بالامتنان عليه، مما يؤدي إلى توقفه عن أخذه، فالأفضل أن تستمر على ما كنت تفعله من إظهار أن هذا العون من التأمينات، وسيأتي اليوم الذي سيعرف فيه الوالد أنك صاحب هذا العون إن آجلاً أو عاجلاً، وحينئذٍ ستسمو في نظره، ويرتفع قدرك في عينه، فتحوز بذلك رضا الله تعالى ورضا والديك.
والله أعلم.

إسم المجيب أو المصدر: موقع إسلام أون لاين- الدكتور أحمد طه ريان أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر

Zakat Fund In Lebanon 2014 © Powered By