Zakat Fund in Lebanon Website is now loading....جاري تحميل موقع صندوق الزكاة في لبنان
AR EN FR

+961 1 770770

حكم الجهر بالزكاة عند إخراجها
رقم السؤال: 1203
الخميس ٠٥ كانون الثاني ٢٠٠٦

أمامي مشكلة أرجو أن تساعدوني في حلها وهي أنني لي وقت معين أخرج فيه زكاة مالي وهو أول أيام رمضان كل عام وجميع الفقراء في البلد يعلمون هذا الوقت الذي تعودت أن اخرج فيه الزكاة فيتجمعون أمام الفيلا الخاصة بي وقد عودتهم على ذلك مما يلفت نظر المارة ويعرف معظم أهل البلد ذلك فهل يجوز لي شرعاً أن أظهر الزكاة بهذه الصورة عند إخراجها أم لايجوز لي ذلك؟؟

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد...
فأدعو الله أن يجعل ذلك في ميزان حسناتك، وأن يرزقك الإخلاص في السر والعلانية، وأكرمك الله أينما كنت. أما عن سؤالك فأقول لك:
يجوز لك إظهار الزكاة لأن الزكاة شعيرة من شعائر الإسلام،، وفي إظهارها وتعظيمها، تقوية للدين، وتأكيد لشخصية المسلمين، كما أن إظهار المسلم لإخراج زكاته دعوة لغيره ليعمل بعمله، لكن يشترط لكل هذا الإخلاص لله، والبعد عن الرياء والسمعة، لأن الرياء يفسد النية، ويلوث العمل، ويحبط الأجر، ونحسبك على خير، ولا نزكيك على الله.
وإليك تفصيل ذلك في فتوى الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله:
الأفضل في الزكاة إظهار إخراجها ليراه غيره، فيعمل عمله، ولئلا يساء الظن به، هذا كما أن الصلاة المفروضة يستحب إظهارها، وإنما يستحب الإخفاء في نوافل الصلاة والصوم، وذلك أن الزكاة من شعائر الإسلام التي في إظهارها وتعظيمها والمعالنة بها تقوية للدين وتأكيد لشخصية المسلمين، ويجب أن يكون الحرص على هذه المعاني الكريمة رائد المزكي، لا مراءاة الناس التي تفسد النية، وتلوث العمل، وتحبط الأجر عند الله. (المجموع: 6/233).
أما الحرص على إظهار شعائر الإسلام وتعظيمها وتحبيبها إلى الناس، فهذا من دلائل الإيمان، وعلامات التقوى. قال تعالى: (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب). (الحج: 32).
ولعل هذا هو المراد بالاختيال الذي يحبه الله في الصدقة الذي جاء به الحديث النبوي: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن من الغيرة ما يحب الله عز وجل ومنها ما يبغض الله عز وجل ومن الخيلاء ما يحب الله عز وجل ومنها ما يبغض الله عز وجل فأما الغيرة التي يحب الله عز وجل فالغيرة في الريبة وأما الغيرة التي يبغض الله عز وجل فالغيرة في غير ريبة والاختيال الذي يحب الله عز وجل اختيال الرجل بنفسه عند القتال وعند الصدقة والاختيال الذي يبغض الله عز وجل الخيلاء في الباطل. (رواه النسائي)
وأصل ذلك قوله تعالى: (إن تبدوا الصدقات فنعما هي). البقرة: 271). انتهى كلام الدكتور القرضاوي
المحرر: حفاظاً على شعور الفقير، وراحة لبالك من جلسة الفقير تلك أمام مسكنك، يمكنك أن ترسل مساعدتك لكل فقير في بيته، وإن جاز الأمر في عمومه، خاصة إن لم يتيسر البديل.
مع العلم بأن جواز الجهر عند إخراج المال، خاص بفريضة الزكاة، لأن الزكاة فرض ككل الفروض الأصل فيها أنها من شعائر الإسلام، وفي إظهارها وتعظيمها تقوية للإسلام والمسلمين، في حين نجد أن الصدقات التطوعية أن السر فيها أولى وأفضل، إلا عند الضرورة أو الحاجة، أو وجود مصلحة للفقير من ذلك، كتشجيع الغير على التبرع له.
إن الفروض مثل الصلاة، والحج، والصوم،عبادات تؤدى بصورة جماعية، يعرفها ويطلع عليها كل الناس، وبالتالي لا يمكننا أن نستثني الزكاة عن بقية الفروض، خاصة أن المجتمع المسلم كان يؤدي الزكاة إلى بيت المال علانية، وكان الحاكم يأخذ الزكاة من الرعية علانية، بل كانت الدولة تعلن الحرب على من ينكرها أو يمنعها، ولو كان الأصل أنها تؤدى سراً، أو تعطى سراً ما كان للدولة أن تتدخل في هذا الأمر.
ولو تصورنا قائلاً يقول: بأن الأصل في الزكاة هو العلانية،عندما تؤخذ الزكاة من قبل الحاكم فقط لا من قبل الأشخاص فنقول له:
هذا لا يؤثر في الحكم، لأنه من باب أولى أن يظهر الأشخاص في عصرنا إخراج الزكاة عندما يخرجونها بأنفسهم،خاصة عندما غيبت فريضة الزكاة من قبل الدول.
كما أن إحياء شعائر الله عند ترك الناس لها أعظم وأفضل من إحياء شعائر الله عند تطبيقها بالفعل.
وعموماً فالأمر مرجعه لعلاقة المسلم بربه، كما يتوقف على درجة إخلاص المسلم لله عند إخراج الزكاة، وما تتوقف عليه ظروفه، ولا يمكننا تعميم الحكم الواحد على كل الأشخاص، وفي كل الظروف والأحوال.
كما أن الأصل ليس في أداء الأعمال فقط، لكن في قبول الله لها، نسأل الله القبول.
والله أعلم.

إسم المجيب أو المصدر: موقع إسلام أون لاين- د.يوسف القرضاوي

Zakat Fund In Lebanon 2014 © Powered By