Zakat Fund in Lebanon Website is now loading....جاري تحميل موقع صندوق الزكاة في لبنان
AR EN FR

+961 1 770770

دفع الزكاة لأسر الشهداء والأسرى واللاجئين العراقيين
رقم السؤال: 1251
الثلاثاء ١٧ كانون الثاني ٢٠٠٦

أنا صاحب شركات كبرى في صناعة الحرير والغزل الصناعي وبفضل الله وحده أعول أسرة شهيد بمبلغ شهري ثابت والعائل الوحيد لهذه الأسرة أسير في سجون الاحتلال الصهيوني الغاصب، كما أدفع من زكاة مالي إلى بعض اللاجئين من المسلمين الذين شردوا من ديارهم ويسكنون في بعض المخيمات بجوار المدينة التي ولدت فيها، وسوف أساهم بمبلغ كبير عن طريق فرع الشركة في الأردن لإيواء ومساعدة بعض الأسر التي نزحت إلى الحدود الأردنية بسبب العدوان الغاشم على شعب العراق وسؤالي هو: هل يمكن احتساب هذا المبالغ من الزكاة السنوية أم لا؟؟

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد...
أخي الكريم: جزاك الله خيراً، ووفقك أينما كنت على برك بإخوانك ومراعاتك لهم، وإن كنت ترى أن ما تفعله من فضل الله عليك فإننا نرى ما تراه، لكننا نرى كذلك أنه من فضل الله على الأمة كلها أن أنعم عليها بأمثالك.
كما يجوز لك دفع الزكاة لأبناء الشهداء والأسرى واللاجئين دون خلاف يذكر، وهو أمر مشروع بل واجب، ما داموا من مصارف الزكاة وأهل استحقاقها، وهم أولى من غيرهم..
يقول الدكتور علي سيد أحمد أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الأزهر:
يقول الله تعالى: { وَالَّذِينَ ءَامَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِى سَبِـيلِ اللهِ وَالَّذِينَ ءَاوَواْ وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُم' المُؤمِنُونَ حَقًّا لَهُمُ مَغفِرَةٌ وَرِزقٌ كَرِيمٌ } الأنفال: 74
ويقول تعالى: (وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلك خير لكم إن كنتم تعلمون).
ويقول تعالى: (الذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم أعظم درجة عند الله وأولئك هم الفائزون يبشرهم ربهم برحمة منه ورضوان وجنات لهم فيها نعيم مقيم خالدين فيها أبداً أن الله عنده أجر عظيم).
فبرغم أن جراحات الأمة غائرة إلى الحد الذي يسمح لنا أن نقول إن الصورة قاتمة، إلا أن الله دائماً ما يجند لهذه الأمة من يداوي بعض جراحاتها، ويدفع عنها صنوف اليأس والإحباط، وكأن الله لا يريد لهذه الأمة إلا أن تبقى وتبقى.
وما سأل عنه الأخ الكريم من دفع الزكاة لأسر الشهداء والأسرى هي صورة محددة من صور الجهاد في سبيل الله وإعانة للمجاهدين في أسرهم، إضافة لكونها زكاة في مصرفها الأصلي بلا ريب، وهو مصرف" سبيل الله " الذي دخلت عليه صنوفاً من البدائل في عصرنا فظهرت وكأنها الأصل، وأصبح الجهاد وما يدعمه ويقويه شكلاً من أشكال السراب في عصرنا.
أما دفع الزكاة للاجئين العراقيين فتأتي على رأس الأولويات والضروريات التي من أجلها تدفع الزكاة ماداموا في حاجة إليها، وهم بلا شك أحوج إليها من غيرهم، ولو كان احتياجهم مؤقتاً نظراً لتركهم بيوتهم وأموالهم وممتلكاتهم، ويجب على كل مسلم في كل أقطاب الأرض أن يهب لمساعدتهم دون تسويف أو تأخير أو تكاسل.
ويقول الدكتور يوسف القرضاوي حفظه الله:
دفع الزكاة لأسر الشهداء والأسرى واللاجئين: أمر مشروع، بل واجب إذا كانوا من مصارف الزكاة وأهل استحقاقها، كأن يكونوا من الفقراء والمساكين أو الغارمين أو أبناء السبيل، والزكاة على هؤلاء أولى وأفضل من الزكاة على غيرهم، لأن فيها سدا لحاجة المحتاج من ناحية، وإعانة على الجهاد في سبيل الله من ناحية أخرى.
وعلى المسلمين أن يساندوا أهالي إخوانهم الذين قتلوا في سبيل الله، وضحوا بأرواحهم من أجل دينهم وأمتهم، والذين تحملوا الأذى ومحنة الأسْر أو السجن في سبيل الله. وأن يكونوا لهم أهلا بعد أهلهم. فيكونوا للصغار آباء، وللكبار أبناء أو إخواناً، والواجب أن تكون هذه الأسر في كفالة الأمة المسلمة وفي رعاية كل أفرادها.
أما دفع الزكاة للمسلمين اللاجئين فلا يشك عالِم مسلم له بصر بالكتاب والسنَّة ومقاصد الشريعة في إعطاء هؤلاء من الزكاة سدَّاً لحاجتهم وإغاثة للهفتهم فهم فقراء ومساكين وفي سبيل الله وابن السبيل.
إن التخلِّي عن هؤلاء في محنتهم التي يعانونها هو إسلام لهم إلى أعدائهم والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه" أي لا يخذله ولا يتخلَّى عنه.
وعليه: فيجوز إعطاؤهم من الزكاة والصدقات والوصايا وريع الأوقاف وحتى المال الذي فيه شبهة فهم مصرف لهذا كله.
يقول تعالى: {إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فا عبدون} [الأنبياء: 92].
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ).
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة).
والله أعلم.

إسم المجيب أو المصدر: موقع إسلام أون لاين- لجنة تحرير الفتوى بالموقع

Zakat Fund In Lebanon 2014 © Powered By