عندي مبلغ من المال أدخره من أجل شراء منزل، وكنت أظن أنه ليس عليه زكاة، وبالتالي لم أدفع زكاته لمدة عامين، وعندما علمت أن عليه زكاة، فالسؤال الآن أنا كنت دفعت لأخي عند زواجه 1000 جنيه؛ لأنه كان في حاجة ماسة لها. هل لي أن أعتبرها من الزكاة المستحقة عليّ منذ عامين رغم أنني لم أقصد فيها نية الزكاة لاعتقادي أنه ليس علي زكاة.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد...
فيقول فضيلة الشيخ جعفر الطلحاوي من علماء الأزهر الشريف:
أولاً: المال المرصود الذي بلغ نصابًا، ومرّ عليه الحول وهو فائض عن الحاجة، مع فراغ الذمة من الاشتغال بدين يستغرق السيولة النقدية التي في اليد، هذا المال بهذه المواصفات تجب فيه الزكاة.
ثانياً: كونك علمت مؤخرًا بوجوب الزكاة، على المال الذي أحرزته هذا بعد مرور عامين، لا يعفيك التأخر في العلم بذلك، ولا يسوغ لك التأخر أكثر من ذلك في إخراج حق الله تعالى.
ثالثاً: كونك قد قدمت في سالف الوقت ما مقداره (1000 جنيه) لأخيك مساعدة له في زواجه، لم تكن النية الباعثة على إخراج ودفع هذا المال أنه زكاة، وعليه فلا يحق لك أن تعتبره زكاة؛ إذ قد مضى وانتهى والحديث الصحيح يقول: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى"، والنية المعتبرة شرعًا هي التي تكون مقرونة بمباشرة العمل، لا مستدبرة للعمل، وعليه فلا يحق لك اعتبار هذا المبلغ من المال زكاة.
رابعاً: لا يعني ذلك أنه لا يجوز لك دفع زكاة مالك لأخيك؛ إذ يجوز للمسلم أن يدفع زكاة ماله لأخيه ما دام مستحقًّا للزكاة؛ لدخوله في واحد من أصناف الزكاة الثمانية؛ إذ ليس هذا الأخ بأصل ولا فرع، وإنما يجوز لك فيما تستقبل من أيام، أن تدفع زكاة مالك لأخيك إذا كان مستحقًّا.
خامساً: لتعلم أن في المال حق سوى الزكاة، للحديث الشريف: "في المال حق سوى الزكاة".
والله أعلم
إسم المجيب أو المصدر: موقع إسلام أون لاين