هل يجوز تأجيل دفع الزكاة بسبب عدم وجود سيولة وعدم التمكن من الحصول على الديون الخارجية المستحقة لنا، وأيضًا وجود ديون مستحقة علينا
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد...
فيقول فضيلة الشيخ جعفر الطلحاوي من علماء الأزهر الشريف:
أولاً: لا يجوز تأجيل دفع الزكاة، للسبب المذكور؛ لقوله تعالى: "وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِه" (الأنعام: 141)، هذه الآية وإن وردت في زكاة الزروع والثمار، إلا أن المأخوذ منها أداء حق الله تعالى حينما يجب، ثم إن العبادات في الإسلام ومنها الزكاة قد قدر الله تعالى لها مواقيت كما قدر لها مقادير، وهذه العبادات إنما تؤتي ثمارها المرجوة، ويتفيأ المجتمع ظلالها الوارفة إذا وقعت في مواقيتها، وبمقاديرها، ثم إن الأعمار بيد الله تعالى، والأقدار مغيبة، والله غالبٌ على أمره، وخير البر عاجله، ولن يعدم ذو اليسار وسيلة ولا حيلة، يستطيع بها الأداء والوفاء، بحق الله عز وجل، وحق خلقه، وشعاره ما قال كليم الله: "وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى" (طه: 84).
ثانياً: أما ما يتعلق بمسألة الديون المستحقة لكم، والمستحقة عليكم، فالقول فيها على النحو الآتي:
ما عليكم من ديون لا زكاة عليكم فيها؛ إذ من شروط وجوب الزكاة الملكية التامة، وبلوغ النصاب، ومرور الحول هجريًّا، ولا ملكية لكم فيما عليكم من ديون.
أما ما لكم من ديون خارجية، فإن كانت على ملء بمعنى ميسور، وفي إمكانه الوفاء والسداد، حين الأجل، فمن الأقوال في ذلك: إخراج زكاة هذه الديون المستقرة في ذمة المدين والمعترف بها، كلما مرّ عليها الحول، ومن قائل: ينتظر حتى يتم قبض واستلام هذه الديون، وعليه يتولى الدائن أداء زكاتها مرة واحدة لعام واحد، وأما إذا كانت هذه الديون على معسر، وعليه فلا يتمكن المدين من الوفاء والسداد حين الأجل، فالقول هنا واحد لأهل العلم، وخلاصته: الصبر حتى يتيسر المدين، فإن وجد سدادًا ووفاء وقبض الدائن دينه أدى زكاته مرة واحدة لعام واحد.
والله أعلم.
إسم المجيب أو المصدر: موقع إسلام أون لاين