Zakat Fund in Lebanon Website is now loading....جاري تحميل موقع صندوق الزكاة في لبنان
AR EN FR

+961 1 770770

دفع الزكاة لبناء المستشفيات
رقم السؤال: 1354
الإثنين ٢٣ كانون الثاني ٢٠٠٦

تَمَّ تخصيص مساحة جيدة ومُتميزة من مستشفى الساحل التعليميِّ لصالح تطوير وتوسيع وحدة الكُلَى الصناعيَّة، مما يُمكنها من مُضاعفة إمكانيَّاتها الحالية، وذلك لتقديم أعلى مستوى علميٍّ وخدميٍّ لعلاج آلاف المرضَى الفقراء غير القادرين، وأعمال التطوير تتطلب كثيرًا من النفَقات التي تفوق بأضعافٍ كثيرةٍ الإمكانياتِ المحدَّدةَ والمتاحةَ من قِبَل المستشفى والدولة، فهل تَوجيه المال من الأفراد العاديِّين إلى تطوير وتوسيع مستشفى حكوميٍّ يُعتبَر من أوجُهِ مَصارف الزكاة الشرعية أمْ لا؟

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
لقد حدَّدت الآية الكريمة مصارف الزكاة في قوله تعالى: (إنَّمَا الصدَقاتُ للفقراءِ والمساكينِ والعاملِينَ عليها والمُؤلَّفةِ قلوبُهمْ وفي الرقابِ والغارمِينَ وفي سَبيلِ اللهِ وابنِ السبيلِ) (التوبة: 60)
والأصناف الواردة في الآية الكريمة عبارة عن فِئاتٍ وطوائفَ مُحدَّدة من المسلمين، لم يدخل تحتها بناء المستشفيات والمُستوصفات ومكاتب تحفيظ القرآن وبناء المدارس والمعاهد الأزهرية إلا تحت قوله تعالى: (وفي سَبيلِ اللهِ) فقد اختلف الفقهاء في تفسيرهم وفهمهم المراد من قوله: (وفي سَبيلِ اللهِ).
والذي استَخلَصَه بعض العلماء ورجَّحوا الأخْذ به أن سبيل الله يَنصرف إلى جميع وُجوهِ الخير، ومنها الأصناف المَذكورة إذا كان يَستفيد منها الفقراء والمساكين بالدرجة الأولى.
والواضح أن الحقُّ - تبارك وتعالى - قد أطلق هذا المَصرِف من غير تقيِيد ولا تحديد وجعلَه عامًّا ليشمل جميع أوجه البرِّ والخير وسائر المصالح الشرعية التي هي ملاك أمر الدين والدولة، ويَدخل في عُمومه إنشاءُ المستشفيات بجميع أنواعها.
والدولة وإن كانت هي المسؤولة فعْلًا بالإنفاق من ميزانيتها على بنائها فلا مانع مِن تعاوُن الأفراد والجماعات معها لقوله تعالى: (وتَعاوَنُوا على البرِّ والتقوَى ولا تَعاوَنوا على الإثْمِ والعُدوانِ) (المائدة: 2).
وكذلك امتثالًا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "مثَلُ المؤمنِينَ في تَوادِّهمْ وتَراحُمهمْ وتعاطُفِهمْ كمثَلِ الجسدِ إذا اشتكَى منهُ عضوٌ تَداعَى له سائرُ الجسدِ بالسهرِ والحُمَّى". لذا ينبغي على كل فرد أن يتحمل جزءًا من هذا العَناء وتَتفرَّغ الدولة لأشياءَ أخرى ربما تكونُ أكثرَ أهميةً ولا يُشارك فيها الأفراد، مثل شَقِّ الترع وبناء الجُسور وتأمين الأفراد داخليًّا وخارجيًّا، إلى غير ذلك من المَهامّ الصعبة الملقاة على عاتق أي دولة. وعليه: فيَجوز شرعًا دفْعُ جزء من أموال الزكاة إلى هذه المستشفى أو إلى غيرها من المستشفيات التي تعالج المرضَى الفقراء غير القادرين، لكن بشرط أن تكون نية المزكي عند الدفْع مُنعقدةً لاحتساب ما دفَع من الزكاة، وأن لا يحرم من الزكاة بقيةُ الأصناف الأخرى المذكورة في الآية الكريمة.
والله أعلم.

إسم المجيب أو المصدر: موقع إسلام أون لاين- الدكتور نصر فريد واصل مفتي جمهورية مصر العربية

Zakat Fund In Lebanon 2014 © Powered By