أنا أعرف زكاة الأنعام من البقر والغنم والإبل والحمد لله أزكيها كل عام غير أنني أمتلك حيوانات أخرى كثيرة مثل الخيل والبغال والحمير وغيرها فهل فيها زكاة؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد...
فالراجح بأنه لا زكاة على الخيل والبغال والحمير دون الأنعام، إلا إذا كانت للتجارة، ففيها زكاة التجارة دون غيرها.
جاء عن الموسوعة الفقهية الكويتية ما نصه:
فقد ذهب جمهور الفقهاء ومنهم صاحبا أبي حنيفة إلى أنّ الخيل الّتي ليست للتّجارة لا زكاة فيها ولو كانت سائمةً واتّخذت للنّماء، وسواء كانت عاملةً أو غير عاملةٍ، واستدلّوا بقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم: {ليس على المسلم في فرسه وغلامه صدقة} وقوله: { قد عفوت عن صدقة الخيل والرّقيق}.
وذهب أبو حنيفة وزفر إلى أنّ الخيل إذا كانت سائمةً ذكورًا وإناثًا ففيها الزّكاة، وليس في ذكورها منفردةً زكاة، لأنّها لا تتناسل، وكذلك في الإناث منفرداتٍ، وفي روايةٍ عن أبي حنيفة في الإناث المنفردات زكاة لأنّها تتناسل بالفحل المستعار، وروي عنه أيضًا أنّها تجب في الذّكور المنفردات أيضًا.
واحتجّ له بقول النّبيّ صلى الله عليه وسلم {في الخيل: هي لرجلٍ أجر، ولرجلٍ ستر، وعلى رجلٍ وزر} فساق الحديث إلى أن قال في الّذي هي له ستر: {ولم ينس حقّ اللّه في رقابها ولا في ظهورها فحقّ ظهورها العاريّة، وحقّ رقابها الزّكاة، وبما ورد عن يعلى بن أميّة أنّ أخاه عبد الرّحمن بن أميّة اشترى من أهل اليمن فرسًا أنثى بمائة قلوصٍ، فندم البائع، فلحق بعمر، فقال: غصبني يعلى وأخوه فرسًا لي، فكتب عمر إلى يعلى أن الحق بي، فأتاه فأخبره الخبر، فقال: إنّ الخيل لتبلغ هذا عندكم ؟، ما علمت أنّ فرسًا يبلغ هذا. فنأخذ عن كلّ أربعين شاةٍ شاةً ولا نأخذ من الخيل شيئًا ؟، خذ من كلّ فرسٍ دينارًا. فقرّر على الخيل دينارًا دينارًا.
وعن الزّهريّ أنّ عثمان رضي الله عنه كان يصدّق الخيل، أي يأخذ زكاةً منها، ثمّ قال أبو حنيفة: إن شاء المزكّي أعطى عن كلّ فرسٍ دينارًا، وإن شاء قوّم خيله وأعطى عن كلّ مائتي درهمٍ خمسة دراهم.
زكاة سائر أصناف الحيوان:
ذهب عامّة الفقهاء إلى أنّه لا زكاة في سائر الحيوان غير ما تقدّم، ما لم تكن للتّجارة، فليس في البغال والحمير وغيرها زكاة. واحتجّوا لذلك بما في الحديث {أنّ النّبيّ صلى الله عليه وسلم سئل عن الخيل فقال: هي لرجلٍ أجر...} الحديث المتقدّم، ثمّ {سئل عن الحمير، فقال: لم ينزل عليّ فيها إلاّ هذه الآية الفاذّة: {فمن يعمل مثقال ذرّةٍ خيرًا يره}.
والله أعلم.
إسم المجيب أو المصدر: موقع إسلام أون لاين- مجموعة من الباحثين