على أصحاب الجاه والسلطان زكاة على جاههم وسلطانهم؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد...
فقد وعد رسول الله الجنة لمن كان مفتاحا للخير مغلاقا للشر بكلمة طيبة، ولمن كف أذاه عن الناس، روى البخاري ومسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل سلامى من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس: تعدل بين اثنين صدقة، وتعين الرجل في دابته فتحمله عليها أو ترفع له عليها متاعه صدقة، والكلمة الطبية صدقة، وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة وتميط الأذى عن الطريق صدقة»
هكذا كل معروف صدقة وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة، والصدقة تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم تزيد في العمر، والمال إن لم تصنع به معروفا أو تقضي به حاجة، وتدخر لك به أجرا فما هو إلا لوارث أو لحادث، " وما تفعلوا من خير يوف اليكم وانتم لا تظلمون".
إن على من مّن الله عليه ببر وإحسان وقضاء لحوائج الناس عليه أن يعمل ذلك بوجه طلق ومظهر بشوش ؛ وليحرص على الكتمان قدر الإمكان طلبا للإخلاص وحفظا على كرامة المسلم.
ويبلغ الأدب غايته حين يعلم باذل المعروف أن ما يقدمه هو حق لهؤلاء ساقه الله على يديه فهو لا يريد منهم جزاء ولا شكورا.
روي أن رجلا جاء لبعض أهل الفضل يتشفع به في حاجة فقضاها له فاقبل صاحب الحاجة يشكره فقال له: علام تشكرنا ونحن نرى أن للجاه زكاة كما أن للمال زكاة.
والله أعلم.
إسم المجيب أو المصدر: موقع إسلام أون لاين- مجموعة من الباحثين