هل يجوز أن نخرج صدقة على نية الكفارة أي مثلا سرق الإنسان وأحب أن يتوب وأراد أن يتصدق عن يده حتى لا يحرقها الله يوم القيامة، أو إذا نظر الواحد إلى حرام وأحب أن يكفر عن عينيه من أن يملأهما الله من حصب جهنم وهكذا فهل نقدر بالصدقة بما نكفر عن أعضائنا ولكم الشكر.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد...
فدفع الصدقات تكفيرا للسيئات لا بأس به، وإن كان دفع الصدقات ليس شرطا للتوبة، بعد إتيان شروط قبول التوبة من الإقلاع عن الذنب، والندم على مافات، والعزم على عدم العودة للذنب، ورد الحقوق إلى أهلها.
يقول الدكتور أحمد عبدالكريم نجيب مدرس الشريعة بكليّة الدراسات الإسلاميّة في سراييفو، والأكاديميّة الإسلاميّة في زينتسا:
إذا اقترف العبد ذنباً، و أراد أن يتوب منه، فإنّ الله تعالى يقبل التوبة من عباده، ولا يُشترط لقبول التوبة سوى ما قرّره العلماء من شروط، وهي:
1. الإقلاع عن الذنب.
2. الندم على ما فات
3. العزم على عَدَم العودة إلى الذنب من جديد.
4. إعادة الحقوق إلى أصحابها إذا كان الذنب متعلّقاً بحقوق العباد.
أمّا التصدّق بالمال فليسَ شرطاً لقبول التوبة، و لكنّه من الأعمال الصالحة التي وعد الله من قام بها بالأجر الجزيل المضاعف يوم القيامة، فقال تعالى: ( مَّثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَ اللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَ اللّهُ وَ اسِعٌ عَلِيمٌ ) [ البقرة: 261 ].
أمّا الحدود و كفّارات الذنوب فهي توقيفيّة، وليس لأحدٍ أن يجتهد فيها فيقرّر صدقةً أو غيرها على الذنب يقترفه العبد ما لم يكن ذلك منصوصاً عليه في الكتاب والسنّة (ككفّارة الظهار، واليمين، والقتل الخطأ، ونحو ذلك).
وما لم يرد الكتاب ولا السنّة بذكر كفّارة له تجبُّه التوبة الصادقة النصوح إن شاء الله، ونوصي أنفسنا وإخواننا بالإكثار من الأعمال الصالحة (صدقات وغيرها) لأنّ (الحسنات يُذهبنَ السيئات) كما أخبر بذلك تعالى في كتابه العزيز، ولما رواه الترمذي بإسناد حسّنه عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: « إِنَّ الصَّدَقَةَ لَتُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ وَتَدْفَعُ مِيتَةَ السُّوءِ »، و لقول النبيّ صلّى الله عليه و سلّم لأَبِى ذَرٍّ فيما رواه أحمد و الترمذي بإسنادٍ قال عنه: (حسنٌ صحيح): « اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ ».
والله أعلم. .
إسم المجيب أو المصدر: موقع إسلام أون لاين- الدكتور أحمد عبد الكريم نجيب مدرس الشريعة بكليّة الدراسات الإسلاميّة في سراييفو