عندي أرض اتفقت مع شخص على أن يزرعها، ويعطيني جزءًا من المحصول مقداره ستة أرادب أرز كأجر لهذه الأرض، فهل أزكي هذه الأرادب زكاة الزروع والثمار، أم أزكي عنها زكاة المال بعد أن يحول عليها الحول؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد...
فإن الله - تعالى - جعل من المال حقًا للفقراء والمساكين، وقال تعالى: {والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم} وجعل كفالة الفقراء في مال الأغنياء، ففرض الزكاة التي هي ركن من أركان الإسلام الخمسة.
وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لمعاذ بن جبل حين بعثه إلى اليمن لدعوتهم إلى الإسلام، والقيام بالأمر فيهم قال له: "فإن هم أطاعوك لذلك فأعلمهم أن عليم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد إلى فقرائهم".
وقد فرض الله زكاة الزروع والثمار بقوله جل شأنه: {وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفًا أكله والزيتون والرمان متشابهًا وغير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}.
وقال صلى الله عليه وسلم: "فيما سقت السماء العشر وفيما سقي بالنضح نصف العشر". فحدد بذلك مقدار الزكاة في الزروع والثمار، فما سقي منها بالمطر أو العيون بغير تكلفة في السقي، ففيه زكاة مقدارها عشر الناتج من الأرض، وما كان سقيه بآلة أو ساقية أو سانية بتكلفة في السقي، فزكاته العشر، وتؤدى الزكاة بعد الحصاد وصلاح الثمر من غير انتظار للحول، والزكاة واجبة على من ملك الزرع أو الثمر.
وخلاصة القول: بماأنك قد اتفقت على أن يكون أجر أرضك بعض الزرع الناتج منها، فأنت قد قاسمت المستأجر في الناتج من الأرض، فيزكي كل واحد منكما نصيبه زكاة الزروع والثمار، فيخرج للفقراء والمساكين العشر أو نصف العشر على حسب ما ذكرنا من الأحوال، ويكون الأداء عقب الحصاد.
والله أعلم.
إسم المجيب أو المصدر: موقع إسلام أون لاين- الدكتور عبد الرحمن العدوي الأستاذ بجامعة الأزهر