هل يجوز لي دعم كتاب عن تاريخ فلسطين بترجمته من أموال الزكاة خاصة لما لهذا الكتاب من أهمية في ظروفنا الحالية؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد...
فيقول فضيلة الشيخ جعفر الطلحاوي من علماء الأزهر الشريف:
إن دعم هذا الكتاب يعتبر من الصدقة الجارية أو من العلم النافع. خاصة إن تمحضت النية، وتجردت لكونها إظهاراً للحقيقة، وبيان كلمة التاريخ الفاصلة فيمن ينبغي أن تكون له السيادة والريادة على هذه الأرض، قبلة المسلمين الأولى، ومسرى رسول الله محمد صلَّى الله عليه وآله وسلَّم، وأرض المحشر والمنشر كما جاء في الحديث: عن ميمونة مولاة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "قلت يا رسول الله: أفتنا في بيت المقدس"، قال: "أرض المحشر والمنشر، ائتوه فصلوا فيه، فإن صلاة فيه كألف صلاة في غيره، قلت: أرأيت إن لم أستطع أن أتحمل إليه؟ قال: فتهدي له زيتا يسرج فيه، فمن فعل فهو كمن أتاه". [أحمد وأبو داود].
علماً بأنه إذا تجردت النية، وتحررت من كونه عملا ربحياً تجارياً، فلا بأس بتخصيص قدر من أموال الزكاة لترجمة هذا الكتاب إلى عدة لغات من لغات العالم الحية، جهادا في سبيل الله تعالى بالكلمة الطيبة والحجة الساطعة والدليل القاطع.. فذلك من مصرف سبيل الله،وهو المصرف السابع من مصارف الزكاة للآية الكريمة " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ {60}التوبة.
ومعلوم بأن مصرف "في سبيل الله " باب واسع يشمل كل مصلحة تحقق كلمة الله في أرضه، ومصالح المسلمين العامة التي بها قوام أمر الدين والدولة.
هذا ولا ضير أن يكون الثمن أو القيمة رمزية لهذا الكتاب بالقدر المساوي أو المعادل لقيمة الأوراق والطباعة تكاليف النقل والتوزيع والنشر دون أية أغراض ربحية أو تجارية.
والله أعلم.
إسم المجيب أو المصدر: موقع إسلام أون لاين