قامت سيدة بادخار مبلغ من المال، وكان مصدر هذا المال بعضه من أخيها الميسور والذي يساعدها وآخر من والدتها والبعض الآخر كان من مصروف البيت، وقد قامت بوضع هذا المبلغ في البنك، حيث إنها سيدة منزل وغير متعلمة، ولا تعمل، والهدف من هذا كان لتجهيز بناتها، حيث إن زوجها لا ينفق على زواج بناته، وقد قامت بالفعل بتزويج البنت الأولى بهذه الطريقة، وبقي لها اثنتان أخريان في سن الزواج. فهل يجب عليها إخراج زكاة عن هذه الأموال أم أن مجرد صرفها على بناتها يعتبر من الزكاة، حيث إنها ليست واجبًا عليها، وإذا كان يجب إخراج زكاة فهل عن الفترة القادمة فقط أم أنها تحسبها من يوم أن وضعتها؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد...
فيقول الدكتور حسين حسين شحاته الأستاذ بجامعة الأزهر:
ندعو الله تعالى للأخت السائلة أن يطهرها ويزكيها، ويبارك لها في بناتها. واعلمي يا أختي أن الزكاة عبادة، وطاعة، وبركة، وطهرًا، ونجاة من النار. والزكاة تجب على المال المملوك النامي، أو القابل للنماء متى وصل النصاب، وحال عليه الحول.
فالمال الذي أتى لك من أخيك أو من غيره، وأصبحت مالكة له، وتستطيعين التصرف فيه، فيجب عليه الزكاة إذا حال عليه الحول، وبلغ النصاب، حتى ولو كان مدخرًا لغرض الإنفاق على بناتك عند الزواج، فقد أفتى الفقهاء أن أي مال مدخر لغرض الحج، أو لغرض الزواج، أو لغرض العمرة، أو لغرض بناء منزل، أو لأي غرض من الأغراض الأساسية يدفع عنه الزكاة سنويًّا إذا بلغ النصاب بنسبة 2.5%.
وتأسيسًا على ذلك، عليك أن تحددي في نهاية كل سنة مقدار المبلغ المدخر، وتحسبي عليه الزكاة بنسبة 2.5% هجري.
والزكاة لا تتقادم، بمعنى أنك إذا كنت في الماضي لم تحسبي الزكاة، فاجتهدي في تحديد المبلغ الذي كان موجودًا في نهاية كل سنة، واحسبي عليه الزكاة وسدديها.
وكوني على يقين بأن الله سبحانه وتعالى يبارك في المال الذي تدفع عنه الزكاة، مصداقًا لقوله تبارك وتعالى: "يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَات"، وقوله عز وجل: "وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُو عِنْدَ اللهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُون"، وصدق الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول: "ما نقص مال من صدقة".
وعندما تقومين بأداء الزكاة وهي 2.5% سوف يبارك الله عز وجل لك في الباقي وهو 97.5% بركة معنوية، منها أن يرزق الله سبحانه بناتك بأزواج صالحين من ذوي الدين والأخلاق، ويحفظهن لك، وهذا أفضل من أنك لا تدفعي الزكاة.
والله أعلم.
إسم المجيب أو المصدر: موقع إسلام أون لاين- د.حسين شحاته