شاع بين أبناء مدينتنا إخراج الزكاة على الكفن الذي يجهزه الإنسان لنفسه ولقد حاولت بكل ما أوتيت من علم متواضع أن أبحث عن هذا النوع من الزكاة فلم أجده فهل ما يقوم به معظم الناس في مدينتنا صحيح؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد...
فيقول محمود أحمد إسماعيل محرر استشارات الزكاة في الموقع:
شاعت زكاة الكفن عند بعض العامة في بعض المجتمعات وبعض الدول، وقد تتبعت بعض هؤلاء في أفكارهم بطبيعة عملي في المجال الدعوي، فوجدت أن بعض أفكارهم تنحصر في أن الزكاة تجب في الكفن للأسباب التالية:
1. إن الكفن غالباً ما يمكث في البيت أكثر من عام أي يمر عليه الحول، وبالتالي فيجب عليه الزكاة لحلول الحول.
2. الكفن يشترى استعداداً للموت، وما دام أن الله قد أنعم على الإنسان بخلافه، أي عدم موت صاحب الكفن، فيجب على الإنسان أن يزكي ما يسمى بزكاة الجسد والعافية.
3. الكفن عبارة عن مال محسوب في صورة كفن وبالتالي هو مال مدخر.
إن هذه الأسباب التي يراها هؤلاء تتم بشكل عفوي دون الاستناد إلى أي حقيقة شرعية، وهذه الأفكار التي طرحناها من قبل استشارات الزكاة ليست إقراراً لموافقتنا على ما ذهب هؤلاء، بل على العكس تماما، لكن ينبغي النظر إلى أن ما شاع بين هؤلاء يستند إلى عادات وتقاليد وأفكار موروثة انتقلت من جيل إلى جيل، وشاعت عند البعض حتى أصبحت في حكم المسلمات، وهي تحتاج إلى أسلوب ما، دون الاقتصار على أحكام بالحل أو الحرمة فقط، وعليه فنقول لهم:
1. رفقاً فالدين لا يؤخذ من العادات والتقاليد والأفكار التي يسمعها الإنسان أو ينشأ عليها، بل يؤخذ الدين من مصادره ومن أهل الاختصاص.
2. حلول الحول على الكفن لا يستوجب الزكاة على الكفن، لأنه لا يمكن فصل حلول الحول عن الشروط الأخرى التي يجب توافرها، وليس معنى حلول الحول على شيء أن تجب الزكاة في أصل هذا الشي.
3. إذا كان الكفن مالأً مدخراً على صورة معينة، فهذا الرأي وإن خالطه الصواب، إلا إنه رأي لا أصل ولا سند له لأن الكفن ليس مالأً نامياً ولا قابلاً للنماء، ولا يخضع غالباً للبيع والشراء بعد شراء صاحبه له.
4. لا يوجد في دين الله ما يسمى زكاة الجسد أو العافية، لأن زكاة الجسد والعافية هي في تقوى الله والعمل بما أمر الله في حدود شرع الله دون إفراط أو تفريط.
والله أعلم.
إسم المجيب أو المصدر: موقع إسلام أون لاين- مجموعة من الباحثين