سمعت أحد العلماء يقول بأن المال فيه حقوق أخرى كثيرة غير الزكاة فهل في المال حق سوى الزَّكاة أم لا؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد...
فالزكاة هي الحق الدوري الثابت في المال، والواجب إخراجه في جميع الظروف والأحوال إن توافرت الشروط في هذا المال، والمسلم في الظروف العادية لا يطالب بغيره إلّا أن يَطَّوَّع، ولكن في ظروف طارئة هناك حقوق في المال غير الزكاة، اتفق عليها العلماء، منها:
1 - حق الوالدين في النفقة إذا احتاجا وولدهما موسر.
2- وحق الأقارب مع الخلاف في درجة القرابة الموجبة للنفقة.
3- وحق المضطر إلى القوت أو الكِساء والمأوى.
4- والمشاركة مع العاقلة في دية القتل الخطأ.
5- وحق جماعة المسلمين في دفع ما ينزل بهم من النوائب.
وهناك حقوق أخرى اختلف فيها العلماء هل هي واجبة أو مستحبة. منها:
1- حق الضيف في ثلاثة أيام.
2- وحق الماعون (وهو إعارة أغراض البيت للجيران).
أما حقوق الفقراء في أموال الأغنياء بشكل عام، فالآيات والأحاديث فيها أكثر من أن تحصى، وصورة المجتمع الإِسلامي المتكافل والمتآخي لا تتم إلّا بذلك.
فإذا كفت موارد الزكاة لسد حاجة الفقراء، فلا يطلب من الأغنياء غيرها، وإذا لم تكف، فلا بدّ أن يؤخذ من الأغنياء فوق الزكاة ما يؤدي لكفاية الفقراء في حاجاتهم الأساسية، كما يؤخذ منهم ما يكفي لحماية البلاد من الأعداء إذا لم تكف الزكاة، وهذا كله يكاد ينعقد عليه الإجماع كأمثلة فرعية، وإن وقع خلاف مبدئي حول (هل في المال حق سوى الزكاة)، لأن هذا الخلاف يعود إلى الكلام عن حق ثابت دائم غير الزكاة، لا عن حقوق طارئة.
والله أعلم.
إسم المجيب أو المصدر: موقع إسلام أون لاين- الشيخ فيصل مولوي نائب رئيس المجلس الأوروبي للإفتاء