دعت بعض الجمعيات الخيرية لتخصيص الجمعة الأولى من إبريل كل عام ""يوم لليتيم""، والغرض من ذلك تذكير المسلمين بهذه الفئة من الناس وشحذ همهم لمساعدتهم والعطف عليهم فما حكم تخصيص هذا اليوم للاحتفال باليتيم؟
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد...
فيقول الشيخ جعفر الطلحاوي من علماء الأزهر الشريف:
أولاً: رعاية اليتيم وتعهده والمسح على رأسه والتخفيف من شدائد الحياة عليه التي يقاسيها بعد رحيل عائلة من أعظم القربات عند الله تعالى للحديث الشريف: "أنا وكافل اليتيم كهاتين" وقرن بين السبابة والوسطى، صلى الله عليه وسلم، أخرجه الترمذي في كتاب البر والصلة باب ما جاء في رحمة اليتيم وكفالته.
ثانياً: وردت نصوص كثيرة في كل من شقي الوحي، الكتاب والسنة، تدعو إلى الرحمة باليتيم وكفالته، ومن ذلك قوله تعالى: {فأما اليتيم فلا تقهر} [الضحى: 9]، وقوله تعالى:{ وَآتُواْ الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا} [النساء:2].
وقوله تعالى: {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ} [النساء:3]
وقوله تعالى: {وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللّهِ حَسِيبًا} [النساء:6]
ثالثاً: قد تؤدي مشاغل الحياة وتبعاتها إلى استغراق طوائف الناس وشرائح المجتمع المختلفة في أعمالهم المنوطة بهم، وانكفاء الكل على ذاته وانكبابه على ما فيه مصلحته وقضاء حاجاته.
رابعاً: فإذا ما تم تخصيص يوم من أيام العام "كيوم اليتيم السنوي" على أن تجيش جيوش دعوية مختلفة من وسائل الإعلام المختلفة المقروءة والمسموعة والمرئية، لتذكير الناس بهذه الشريحة وتوجيه الأنظار إلى هذه الفئة للعطف عليها ولإحاطتها بالرعاية لا بأس بذلك شرعا كوسيلة لغاية مشروعة، والوسائل تأخذ أحكام المقاصد، على أن تقعد في هذا اليوم قواعد، وترسم مبادئ، وتتخذ إجراءات تكفل القيام بهذا الواجب الشرعي، ولا مانع شرعا كذلك من إنشاء مؤسسة أو تشكيل لجنة تتوفر على النظر في شؤون وأحوال هذه الفئة والشريحة، كأن تقوم بحصرها وتصنيفها ما بين يتيم محتاج فقير معدم، وآخر ميسور الحال.
والله أعلم.
إسم المجيب أو المصدر: موقع إسلام أون لاين